كيف نُعِدُّ أَنْفُسَنَا لِشَهْرِ رمضان
كيف نعد أنفسنا لشهر رمضان
الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيد الخلق و المرسلين سيدنا محمد و على آله و صحبه أجمعين. أوصيكم و إياي بتقوى الله و أحذركم من مغبة عصيانه و خالفة أمره و نهيه لقوله
عز من قائل ( يا أيها الذين أمنوا اتقوا الله حقّ تُقاته و لاتموتنّ إلا و أنتم مسلمون). أما بعد:-
قال تعالى { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (183) أَيَّامًا مَعْدُودَاتٍ فَمَنْ كَانَ مِنْكُمْ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْرًا فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ وَأَنْ تَصُومُوا خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ (184) شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآَنُ هُدًى لِلنَّاسِ وَبَيِّنَاتٍ مِنَ الْهُدَى وَالْفُرْقَانِ فَمَنْ شَهِدَ مِنْكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ وَمَنْ كَانَ مَرِيضًا أَوْ عَلَى سَفَرٍ فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ يُرِيدُ اللَّهُ بِكُمُ الْيُسْرَ وَلَا يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ وَلِتُكْمِلُوا الْعِدَّةَ وَلِتُكَبِّرُوا اللَّهَ عَلَى مَا هَدَاكُمْ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ (185) وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ (186) }( ، البقرة ) .
أقترب شهر رمضان الشهر الذي تُفتح فيه أبواب الجنة و توصد أبواب النار و تصفد الشياطين فكيف نعد له :
لا بدّ أولا من ذكر فضل شهر شعبان فهو البداية لشهر رمضان و فيه ترفع الاعمال الى الله تعالى و روت عائشة رضي الله عنها أنها قالت " كان النبي صلى الله عليه و سلم يصوم شعبان الا قليلا " متفق عليه. و هذا يدل على فضل شهر شعبان و على التهيئة لشهر رمضان المبارك. و كان النبي صلى الله عليه و سلم يكثر أعمال الخير في هذا الشهر.
هناك بدع أبتدعها الناس في شهر شعبان و منها صلاة النصف من شعبان و ما يقال عنها بالفلية و هذه من البدع المنتشرة التي قال عنها الامام النووي رحمه الله هي و صلاة رجب انهما بدعتان منكرتان قبيحتان. و قال صلى الله عليه و سلم " من أحدث في امرنا هذا ما ليس منه فهو رد "رواه البخاري و مسلم و قال الامام احمد عن هذا الحديث أنه من أصول الاسلام لذا يجب أن لا نبتدع في دين الله حيث أن كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار. و أيضا تخصيص ليلة النصف من شعبان بصيام أو قيام فهذا من البدع المنكرة.
في شهر شعبان لا بد من تصفية القلوب و اصلاح ذات البين و فض المخاصمات و الخلافات فالمتخاصمان لا يرتفع عملهما الى الله تعالى حتى يصطلحا.... و لا بد من المسامحة في كل أمر و الحرص على أداء الحقوق لاصحابها و سداد ما علينا من ديون و تصحيح الاخطاء وحتى ندخل رمضان بقلوب نقية لنتفرغ لطاعة الله تعالى .
صوم ما استطعنا من شهر شعبان . فالكل يعلم أن رمضان هذا العام يأتي في فصل الصيف و حيث تكون درجات الحرارة مرتفعة و النهار طويل .و صوم شعبان يخفف هذا التعب لان الجسد يكون قد تعود على الصيام. و سنجد في هذا العام ان صمنا شعبان أن النهار ينقص كلما اقتربنا من رمضان فان دخل رمضان وجدناه هينا لمن صامه شاقاً صعباً لمن لم يتعود على الصيام.
طاعة الوالدين و الحرص على رضاهما فلا ندخل رمضان و هم غاضبين منا فيسخط الله علينا .
و في الختام يقول الله تعالى " إنّ الله يأمر بالعدل و الاحسان و إيتاء ذي القربى و ينهى عن الفحشاء و المنكر و البغْي يعظكم لعلكم تَفَكّرون"
ووفقنا الله و إياكم لطاعته و الابتعاد عن معاصيه و جنبنا الله و إياكم الرياء في العمل و الطاعة
و نسأله أن يرزقنا القبول
البقية: كيف نُعِدُّ أَنْفُسَنَا لِشَهْرِ رمضان