اميرة المنتدى مديرة المنتدى
الابراج : عدد الرسائل : 2970 العمر : 34 الموقع : شيكا مول نشاط العضو : رقم العضوية : 1 دعاء : تاريخ التسجيل : 25/11/2007
| موضوع: الرسول يربي أصحابه على الحب الجمعة مايو 10, 2013 11:42 am | |
|
لقد أسند الله تبارك وتعالى مهمة تربية هذه الأمة إلى نبيه محمد صلى الله عليه وسلم، فأحسن تربية أصحابه في حياته ولا يزال هديه يقود المسيرة التربوية حتى يصل بأمته إلى الجنة. فقد ربىَّ أصحابه على حب الله ورسوله حباً تُزهق من أجله الروح، ويمزق من أجله الجسد، ويضحى من أجله بالنفس والنفيس.
فحب الله ورسوله أعظم أصول الإيمان، لذلك لما أتى إليه اليهود وقالوا: نحن نحب الله ولكن لا نتبعك، فكذب الله حُبهم، وأبطل دعواهم وقال لهم: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[الأحزاب – 21]. نماذج ممن رباهم على الحب:
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 1- أبوبكر الصديق: أبوبكر الصديق شخصية عجيبة، جمعت بين الرقة والشدة، والرحمة والقوة، والآناة والسرعة والتواضع والعظمة، والبساطة والفِطنة.شخصية وهبها الله من فضائل الأخلاق والسجايا الكثير والكثير، كما وهبها حلاوة المنطق وطلاقة اللسان، وقوة الحجة، وسداد الرأي، ونفاذ البصيرة، وسعة الأفق، وبعد النظر، وصلابة العزيمة.. هذا كله وغيره وليس بنبي، إن هذا لشيء عجيب.
لقد رباه النبي صلى الله عليه وسلمعندما بادره وأعلن له حبه؛ حيث قال صلى الله عليه وسلم: «ولو كنت متخذاً خليلاً لاتخذت أبا بكر، ولكن أخوة الإسلام ومودته»(رواه البخاري).
وفي الجانب الآخر نرى أن أبا بكر تميز عن غيره في شدة حبه لرسول الله صلى الله عليه وسلم، فلقد أحبه حبًّا خالصًا خالط لحمه ودماءه وعظامه وروحه، حتى صار جزءًا لا يتجزأ من كيانه، والصحابة جميعاً أحبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولكن أحدًا منهم لم يصل حبه للنبي إلى حب أبي بكر.
وحُبّ رسول الله صلى الله عليه وسلم من مكملات الإيمان، لقد روى البخاري ومسلم عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا يؤمن أحدكم حتى أكون أحب إليه من ولده ووالده والناس أجمعين» (رواه البخاري).
وأبو بكر رضي الله عنه أشد الناس إيماناً بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم؛ ومن ثم فهو أشد الناس حبًّا لرسول الله صلى الله عليه وسلم.
هذا الحب العظيم له دليل من مواقف السيرة، ففي الهجرة فرح أبو بكر لصحبة رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعندما أخبره النبي صلى الله عليه وسلم بأنه مهاجر رد عليه في لهفة قائلاً: الصحبة يا رسول الله، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «الصحبة»..
فهذا دليل على الحب المتبادل بينهما.وها هي السيدة عائشة رضي الله عنها تصور هذا الموقف فتقول: «فوالله ما شعرت قط قبل ذلك اليوم أن أحداً يبكي من الفرح، حتى رأيت أبا بكر يبكي يومئذ».
يا الله! يبكي أبو بكر من الفرح بصحبة النبي صلى الله عليه وسلم، برغم ما في هذه الصحبة من مخاطرة قد تزهق فيها النفس، فمكة كلها تطارده، كما أنها قد تعرّض ماله وأهله للضياع، وبها يترك بلده وبيته!وعندما وصلا إلى الغار أصر أبوبكر أن يدخل قبل رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال لحبيبه: «والله لا تدخله حتى أدخله قبلك؛ فإن كان فيه شر أصابني دونك، فدخل فكسحه ووجد في جانبه ثُقوباً فشق إزاره وسد واحداً، وبقي منها اثنان فألقمهما رجليه، ثم قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: ادخل فدخل، ووضع رأسه في حجره ونام، فلُدغ أبوبكر في رجله من الجحر، ولم يتحرك مخافة أن ينتبه رسول الله صلى الله عليه وسلم، فسقطت دمعة على وجه النبي صلى الله عليه وسلم فقال: «ما لك يا أبا بكر؟»، قال: لُدغت فداك أبي وأمي، فتفل النبي صلى الله عليه وسلم على مكان اللدغ فذهب الألم.
وعن عمرو بن العاص رضي الله عنه، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعثه على جيش «ذات السلاسل»، يقول: فأتيته (أي أتى رسول الله)، فقلت: أي الناس أحب إليك؟ قال: «عائشة». قلت: من الرجال؟ قال: «أبوها». قلت: ثم من؟ قال: «عمر»، فعد رجالاً.ومن علامات حب أبي بكر رضي الله عنه للنبي صلى الله عليه وسلم اقتداؤه به واتباعه، وفي ذلك حبٌ لله ولرسوله {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ}[آل عمران - 31].
ولقد كان أبو بكر الصديق يقتدي برسول الله صلى الله عليه وسلم في كل صغيرة وكبيرة، حتى لتشعر أنه لا يفرق بين فرض ونافلة، وكان ملتصقًا برسول الله صلى الله عليه وسلم وبطريقته ومنهجه؛ أي إن قَدْرَ السُّنة كان عنده عظيمًا جدًّا، لأن في ذلك البرنامج العملي الدال على حب الله ورسوله. والسُّنة هي طريقته صلى الله عليه وسلم في السلم والحرب والأمن والخوف، وفي الصحة والمرض، وفي السفر والإقامة، وفي السياسة والاقتصاد، وفي الاجتماع وفي المعاملات، وفي كل وجه من أوجه الحياة أو العبادات.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 2- عمر بن الخطاب: لقد رباه الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم على حب الله ورسوله. وحسناً أن نتأمل هذا الحوار الواضح بين النبي صلى الله عليه وسلم وعمر إذ قال عمر: يا رسول الله، والله إنك أحب إليَّ من مالي ومن أهلي ومن ولدي إلا من نفسي، فقال: «لا يا عمر؛ حتى أكون أحب إليك من نفسك»، قال: فوالله -يا رسول الله- إنك أحب إليّ حتى من نفسي.
وفي سنن الترمذي بسند حسنه بعض أهل العلم أن عمر بن الخطاب لما أراد العمرة قال له النبي صلى الله عليه وسلم: «لا تنسنا من دعائك يا أخي».
فانظر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم القائد المربي يقول لأحد تلاميذه: «يا أخي»، ويعلق رضي الله عنه على ذلك قائلاً: «كلمة ما أريد أن لي بها الدنيا وما عليها»، أي إنها أحب إليه من الدنيا وما فيها، وذهب عمر إلى العمرة، لكن كأنه ترك قلبه مع الرسول صلى الله عليه وسلم وأشواقه وأحاسيسه، يصدق في وصف حاله قول الشاعر: بِنْتُمْ وبِنّا فما ابتلت جوانــحنا *** شـــــوقًا إليكم ولا جــفَّت مآقينا نكاد حين تناجيكم ضمائرنا *** يقضي علينا الأسى لولا تأسينا
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]
3- أنس بن النضر: لقد رباه النبي صلى الله عليه وسلم على حب الله ورسوله، وهذا الحب أثبت قوته ورسوخه وأصالته في أُحد، فلقد دفعه هذا الحب إلى أن ينهض من المدينة بسيفه إلى أُحد فيقول له سعد بن معاذ: عد.. عد يا أنس، فقال: «إليك عني يا سعد، والله الذي لا إله إلا هو إني لأجد ريح الجنة من دون أُحد»، ويموت ويضرب بثمانين ضربة، أليس حبًّا صادقًا؟
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 4- حنظلة (غِسّيل الملائكة):
لقد أثمرت تربية الرسول لأصحابه على الحب رجالاً أحبوا الله ورسوله عما سواهما، وكان من هؤلاء حنظلة الغِسّيل - وحديثه صحيح - الذي ترك زوجته في أول ليلة من عرسها، وانتفض وهو على جنابة، فاستشهد في سبيل الله، وقدم دمه برهاناً على حبه لله ورسوله، حتى قال الرسول "صلى الله عليه وسلم" وهو يلتفت إلى السماء: «والذي نفسي بيده، إني لأرى الملائكة تغسل حنظلة بين السماء والأرض».. فانظر - أخي القارئ - إلى هذا الحب الراقي العظيم.
[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] 5- عبدالله بن جحش: هو أول من سمي بـالأمير يوم أُحد، قال يومها: «اللهم إنك تعلم أني أحبك - وهذا مهر البيعة - اللهم إن كنت تعلم ذلك فلاقِ بيني وبين عدو لك شديد حرده، قوي بأسه، فيقتلني فيك، فيبقر بطني، ويجدع أنفي، ويفقع عيني، ويقطع أذني، فإذا قلت لي: يا عبدي لِمَ فعل بك هذا؟ فأقول: فيك يا رب». [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة] | |
|
انور ابو البصل عضو مهم
الابراج : عدد الرسائل : 219 العمر : 43 الموقع : منتدى انور ابو البصل الاسلامي نشاط العضو : دعاء : الحمد لله تاريخ التسجيل : 26/05/2012
| موضوع: رد: الرسول يربي أصحابه على الحب الجمعة مايو 10, 2013 12:33 pm | |
| طرح جميل ورااائع موضوع بغاية الجمال بارك الله فيك على المجهود القيم
| |
|
Mody Elmagico عضو متميز
عدد الرسائل : 74 نشاط العضو : دعاء : تاريخ التسجيل : 27/04/2013
| موضوع: رد: الرسول يربي أصحابه على الحب الأربعاء مايو 15, 2013 12:53 am | |
| طرح جميل ورااائع موضوع بغاية الجمال | |
|