بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
إن الإنسان الذي يجعل اللهَ
ــ سبحانه وتعالى ــ
محورَ حياته هو الذي يُوفقُ
للـــهـــدايـــة في حياته الدنيا،
وهو الذي يسعد في حياته الأخرى،
لأن الله ــ سبحانه وتعالى ــ يُـحـبـه.
أما الذي يجعل ذاتــَـــه ـــ أنـــــــاه ــ
محورَ حياته
فهو الذي لا يُوفقُ للـــهـــدايـــة في هذه الدار،
وهو الذي لا يَسعدُ في الدار الأخرى،
لأن الله ــ سبحانه وتعالى ــ يُـبـغـضـه.
إن الإنسان مفطور
ـــ أي غرزت فيه فطرة ـــ
على التعلق بقوة {سلطة} أعلى منه،
فإذا ما تخلص من أنانيته
{أي لم يجعل أنـــــــاه محورَ حياته}
وُفقَ للتعلق بالله وحده،
وهذا هو لُبُّ الهداية.
أما إذا ما لم يتخلص من أنانيته
{أي جعل أنـــــــاه محورَ حياته}
حَـجَـبَـهُ الله ــ سبحانه وتعالى ــ عنه
{ أي أصبح محجوباً عن الله تعالى}
ولم يُوفق للتعلق بالله وحده؛
وبما أن النفس البشرية لا يمكنها الاستغناء
عن التعلق بقوة {سلطة} عليا
فيتعلق بجهة ما غبر الله تعالى،
ويعتقد أن فلاحه وخلاصه مرهون
بتلك الجهة؛
وهذا هو لُبُّ الضلال.